أسدلَ الليل ستآره . ،
ونسج القمر خيوطه البيضآء المضيئة . ،
وانسابت نسماته الباردة تداعبني . .
بحيرة من الدموع تجمعت في مقلتي !~
أبت أن تهطل ، خجلاً من هدوء من هم حوليْ !
ألقيت بجسدي المتعب على فراش مكسو بالريش !
وأغمضُت عينيْ لأتأمل ماض احتواني . .
{ وجوه مخيفة .. وأعين كاذبة ،
ضحكآت تكآد تسمع ، وهمسات ساخرة !
أياد ملوثة ، وأجساد بلا أرواح
أرض مزدحمَة ، وسماء غائمة مرعبة . .
وقع خطـوات . . وخرير مـاء !
{ أنـا } . . فتاة في عمـر الزهـور !
ينساب على جسدي النحيل . . شعر أسود طويل ناعم ،
أمسك بيدي دمية ممزقة ، وبيدي الأخرى
أمسك بطرف فستانيَ الأبيض القديم !
واقفة في زقاق ضيق ، أنوح بصمت !
أقنعة سقطت أماميْ ، وماض مرّ كشفته تلك الوجوه المخبئة !
حربٌ خلفت ورائها دمار ، عائـلات مشردة ..
أطفـال يتَـمّ ، نسـاء أرامـل
وكبار سن بدا واضحاً عليهم قهر الزمن و صبر نفذ و عيون جف منها سيل دمع !
بضع رجال يقتربـون مني شيئاً فشيئاً ،
ذوي جثث ضخمة !
صرخت ! صرآخ طفلة بريئة . .
لكن ، هيهات أن يخترق صوتيْ طبول آذانهم !
فقلوبهم كالحجر . . لا يرحمـون !
ألقوا بي في غرفة مظلمَة ..
وأخذوا بضربيْ حتى سآلت الدمَاء من وجهيْ
ورأسي وكفاي ورجلي !
وما لبثت حتى سقطت مغشياَ علي ..
لم أستيقظ حينها إلا على صوت رجل عجوز !
ابتسم لي َ ، وقال بصوت يعمه الأمان :
صغيرتيْ ، فُرجت ! فُرجت !
لم أصدق ما أسمع . . أخذت بقرص نفسيْ مراراً وتكراراً !
حتى تأكـدت بأني لست أحلم ! ،
شكرته وقبلت رأسـه بحرارة ~
ركضت مسَرعة . . لا أدري إلى أين سأذهب !
ولكن .. كنت سعيدة . . لقد توقف العـدوآن الصهيونيْ
وعادت المياه لمجاريها !
ولـ برهة .. عاد الضيق من جديد . .
فقدت أسرتيْ ، أصدقائيْ ! وحتى سكان قريتنا ..
آثار القصف مازالت واضحة ، والمساعدات كثيرة ..
تأتينـا كما تهطل ميـاه الأمطـار . .
أشعر بالبرد الشديد . . يداي ترتجفان ! . .
ووجهي يؤلمنيْ من ضربْ أولئك الوحوش ..
أسمع صوتاً ينادي من بعيد .. التفت مسرعة !
لأرسم ابتسامة عريضة على وجهيْ ، إنه جديْ الذي يعيش في لبنآن ..
جاء ليبحث عن شتات عائلتـه . .
ركضت مسرعة لأرتمي في أحضانه . .
أخذ يمسح على رأسي بكل حنان ، أسمعنيْ كلمـات
كالمـاء العذب الذي يرويْ ضمـأي
" سأحميكَ ، ولن أدع أحداً يؤذيك "
ثم انطلقنـا مسرعينْ . .
وأنا أهتف بصـوت عالِ ، .
" غزة .. جاءك الفرج ! " }
بعد أن عاد شريط الذكريآت . .
نمتُ بسلامَ ،
على وسادتيْ الناعمَـة . ،